مخلفات الطيور أو سبلة الكتكوت كسماد منزلي:
احترس.. ثم احترس.. ثم احترس.. والاستغناء عنها أفضل
لاحظت في بعض المنتديات الزراعية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن كثيراً من الخبراء والهواة على حد سواء ينصحون باستخدام مخلفات حيوانية، وبالتحديد مخلفات الطيور الداجنة، في تسميد التربة للزراعات المنزلية.
وكما ان
قشر البيض له فوائد في سماد الكومبوست المنزلي، فمن المعلوم أن مخلفات الدواجن تكون غنية جداً بعدة عناصر ومركبات ذات أهمية للنبات، بل وقد لاتتوافر إطلاقاً في سماد الكومبوست، وهو السماد الذي يفترض أنه قد تم إنتاجه من مخلفات نباتية. إلا أن استخدام مخلفات الدواجن (ومنها مخلفات الدجاج أو ما يسمى بسبلة الكتكوت وسبلة الحمام ومخلفات البط والإوز والديك الرومي وغيرها من الطيور الداجنة) قد تنشأ عنه أضرار ومخاطر تجعلنا نفكر ألف مرة ونعيد النظر قبل الإقدام على استخدامه في الزراعة المنزلية. ومن هذه المخاطر على سبيل المثال:
1- التخمر والتحلل في التربة والإضرار بالنبات
بما أن المادة العضوية الموجودة في مخلفات الدواجن هي مادة مركبة، فإنها ستتجه تلقائياً -متى توافرت العوامل البيئية المحيطة- نحو التحلل حتى تصل إلى أبسط تركيب مستقر لها. هذه العملية هي عملية التخمر أو التعفن، والتي إذا تمت على سطح التربة أو بداخلها فإنها قد تتسبب في إيذاء التربة والإضرار بجذور النبات بعدة أشكال وصور، من أبسطها أنها ستكون مصدراً ثرياً لأنواع من البكتريا الهوائية واللاهوائية التي قد تتسبب في موت وتعفن الجذور ومنابت السيقان.
2- الخطر الأهم والأشد تأثيراً: نقل الأمراض للإنسان
كما أن مخلفات الدواجن تعتبر مصدراً غنياً للبكتريا التي قد تضر بالنبات، فهي أيضاً مصدر شديد الخطورة للجراثيم الضارة بالإنسان، ومنها أنواع خطيرة جداً كمرض إنفلونزا الطيور مثلاً، والذي ينتقل بكل كفاءة من خلال مخلفات الدواجن، ولا أعتقد أن هناك من يرغب في دعوة هذه الأمراض الفتاكة إلى داخل منزله وفي متناول أسرته.
وماذا عن تجفيف مخلفات الدواجن قبل استخدامها؟
ما ينصح به البعض من "تجفيف" مخلفات الدواجن قبل استخدامها قد تكون له فائدة محدودة من الناحية الكيميائية أو البيولوجية، حيث أن هذا التجفيف قد لايقضي إلا على جزء يسير من الجراثيم والمسببات المرضية الموجودة فيها، ولكن من المؤكد أنه لن يمنعها من مواصلة عملية التحلل والتعفن بمجرد ترطيبها بالماء مرة أخرى. ومن المعروف أن كثيراً من الآفات الممرضة من بكتيريا وفيروسات وفطريات وطفيليات تستطيع التحصن ضد الجفاف بشكل أو بآخر وتبقى كامنة في انتظار أول بادرة ببيئة ملائمة لتبدأ مرة أخرى في التكاثر والانتشار.
وعلى الرغم من أنني لم أجرب هذه التجربة، إلا أنني أعتقد -ومن الناحية النظرية فقط- أن معالجة هذه المخلفات بالحرارة، كتحميصها لبعض الوقت في الفرن مثلاً بعد تجفيفها قد يسهم فعلياً في قتل معظم الجراثيم الممرضة والخطرة فيها. في الحالة الرطبة والنشطة للبكتريا والفيروسات، تكفي درجة حرارة 70 مئوية لبضع دقائق للقضاء على معظمها، إلا أن التعامل منزلياً مع هذه المخلفات وهي في الحالة الرطبة ستكون له آثار وخيمة على الاستقرار الأسري، حيث ستتسبب -غالباً- في طرد فاعلها من المنزل بسبب الروائح وعلى أصحاب الخبرة في هذا الأمر الإدلاء بأفكارهم وآرائهم.
خالد جمعة
ديسمبر 2016
.....
#الزراعة_المنزلية
#زراعة_المنزل