الخميس، 15 ديسمبر 2016

العوامل المؤثرة في الاحتياجات المائية للنباتات (معدلات الريّ)

من العوامل المؤثرة في الاحتياجات المائية للنباتات
(معدلات الريّ)


تتردد من بعض هواة الزراعة على منتديات التواصل الاجتماعي أسئلة حول الاحتياجات المائية لنباتاتهم، أي معدل الري المناسب لها. وفي كثير من الأحيان، يتصدى البعض بالإجابة على السؤال بشكل مباشر دون الاستفسار عن بعض النقاط التي لها تأثير مباشر على أجابة السؤال. وأعرض هنا «بعض» العوامل التي تؤثر على الاحتياجات المائية للنباتات، وبالتالي على المعدلات المناسبة للري:

1- نوع النبات: هناك نباتات شرهة الاستهلاك للماء، ونباتات أخرى خلاف ذلك

2- حجم المجموع الخضري: بشكل عام، كلما زاد حجم المجموع الخضري (حجم النبات وكمية الأوراق الخضراء التي يحملها) فإن ذلك يؤدي إلى زيادة استهلاك النبات واحتياجه للمياه.

3- التعرض لأشعة الشمس: المزروعات التي تتعرض لأشعة الشمس لمدد أطول خلال النهار تستهلك كميات قد تصل إلى أضعاف تلك التي تستهلكها نفس المزروعات إذا كانت أقل تعرضاً لأشعة الشمس.

4- عمق الأصص أو عمق التربة: الأصص العميقة تحتفظ بكميات أكبر من المياه، وبالتالي قد لاتحتاج الري بنفس سرعة الأصص الضحلة والصغيرة الحجم.

5- سرعة الرياح: الأيام التي تزيد فيها سرعة الرياح أو يكون الجو فيها عاصفاً تزيد من استهلاك النبات للمياه وبالتالي تزيد من احتياجه للري.

6- درجة الحرارة: درجة الحرارة المرتفعة للجو -بصرف النظر عن حالة التعرض لأشعة الشمس- تؤدي إلى زيادة استهلاك المياه عن الأيام الأكثر برودة.

7- درجة رطوبة الجو: الجو الجاف يدفع النبات إلى مضاعفة نشاط النتح، أي إلى استهلاك المزيد من المياه، في حين أن الجو الرطب يؤدي بالنبات إلى تخفيض عمليات النتح بدرجة مناظرة.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك عوامل أخرى منها الموسم المناخي الزراعي (بصرف النظر عن درجة الحرارة) وحالة النبات من حيث الإنبات أو التزهير أو الإثمار، وكثافة الزراعة (عدد النباتات المزروعة في وحدة المساحة) وغيرها.

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

مخلفات الدواجن: احترس.. ثم احترس.. ثم احترس.. ثم امتنع عن استخدامها

مخلفات الطيور أو سبلة الكتكوت كسماد منزلي:
احترس.. ثم احترس.. ثم احترس.. والاستغناء عنها أفضل

 مخلفات الطيور أو سبلة الكتكوت

لاحظت في بعض المنتديات الزراعية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن كثيراً من الخبراء والهواة على حد سواء ينصحون باستخدام مخلفات حيوانية، وبالتحديد مخلفات الطيور الداجنة، في تسميد التربة للزراعات المنزلية.
وكما ان قشر البيض له فوائد في سماد الكومبوست المنزلي، فمن المعلوم أن مخلفات الدواجن تكون غنية جداً بعدة عناصر ومركبات ذات أهمية للنبات، بل وقد لاتتوافر إطلاقاً في سماد الكومبوست، وهو السماد الذي يفترض أنه قد تم إنتاجه من مخلفات نباتية. إلا أن استخدام مخلفات الدواجن (ومنها مخلفات الدجاج أو ما يسمى بسبلة الكتكوت وسبلة الحمام ومخلفات البط والإوز والديك الرومي وغيرها من الطيور الداجنة) قد تنشأ عنه أضرار ومخاطر تجعلنا نفكر ألف مرة ونعيد النظر قبل الإقدام على استخدامه في الزراعة المنزلية. ومن هذه المخاطر على سبيل المثال:

1- التخمر والتحلل في التربة والإضرار بالنبات

بما أن المادة العضوية الموجودة في مخلفات الدواجن هي مادة مركبة، فإنها ستتجه تلقائياً -متى توافرت العوامل البيئية المحيطة- نحو التحلل حتى تصل إلى أبسط تركيب مستقر لها. هذه العملية هي عملية التخمر أو التعفن، والتي إذا تمت على سطح التربة أو بداخلها فإنها قد تتسبب في إيذاء التربة والإضرار بجذور النبات بعدة أشكال وصور، من أبسطها أنها ستكون مصدراً ثرياً لأنواع من البكتريا الهوائية واللاهوائية التي قد تتسبب في موت وتعفن الجذور ومنابت السيقان.

2- الخطر الأهم والأشد تأثيراً: نقل الأمراض للإنسان

كما أن مخلفات الدواجن تعتبر مصدراً غنياً للبكتريا التي قد تضر بالنبات، فهي أيضاً مصدر شديد الخطورة للجراثيم الضارة بالإنسان، ومنها أنواع خطيرة جداً كمرض إنفلونزا الطيور مثلاً، والذي ينتقل بكل كفاءة من خلال مخلفات الدواجن، ولا أعتقد أن هناك من يرغب في دعوة هذه الأمراض الفتاكة إلى داخل منزله وفي متناول أسرته.

وماذا عن تجفيف مخلفات الدواجن قبل استخدامها؟

ما ينصح به البعض من "تجفيف" مخلفات الدواجن قبل استخدامها قد تكون له فائدة محدودة من الناحية الكيميائية أو البيولوجية، حيث أن هذا التجفيف قد لايقضي إلا على جزء يسير من الجراثيم والمسببات المرضية الموجودة فيها، ولكن من المؤكد أنه لن يمنعها من مواصلة عملية التحلل والتعفن بمجرد ترطيبها بالماء مرة أخرى. ومن المعروف أن كثيراً من الآفات الممرضة من بكتيريا وفيروسات وفطريات وطفيليات تستطيع التحصن ضد الجفاف بشكل أو بآخر وتبقى كامنة في انتظار أول بادرة ببيئة ملائمة لتبدأ مرة أخرى في التكاثر والانتشار.
وعلى الرغم من أنني لم أجرب هذه التجربة، إلا أنني أعتقد -ومن الناحية النظرية فقط- أن معالجة هذه المخلفات بالحرارة، كتحميصها لبعض الوقت في الفرن مثلاً بعد تجفيفها قد يسهم فعلياً في قتل معظم الجراثيم الممرضة والخطرة فيها. في الحالة الرطبة والنشطة للبكتريا والفيروسات، تكفي درجة حرارة 70 مئوية لبضع دقائق للقضاء على معظمها، إلا أن التعامل منزلياً مع هذه المخلفات وهي في الحالة الرطبة ستكون له آثار وخيمة على الاستقرار الأسري، حيث ستتسبب -غالباً- في طرد فاعلها من المنزل بسبب الروائح  وعلى أصحاب الخبرة في هذا الأمر الإدلاء بأفكارهم وآرائهم.
خالد جمعة
ديسمبر 2016
.....
#الزراعة_المنزلية
#زراعة_المنزل

الخميس، 1 ديسمبر 2016

مجنونة ياطماطم!!

مجنونة ياطماطم!!




الطماطم من أشهر المحاصيل الزراعية المتأرجحة.. لها مواسم شح ومواسم وفرة تتكرر أكثر من مرة في السنة الواحدة، فإذا كان موسم الشح ارتفعت أسعارها حتى تستعصي على الأثرياء، وفي موسم وفرتها تنخفض أسعارها لتقارب اللاشيء. لعل هذا هو السبب الحقيقي لتسميتها "المجنونة" !!

البذور المشتراة من العطار.. هل تصلح للزراعة؟

البذور المشتراة من العطار.. هل تصلح للزراعة؟ 

 

البذور التي يبيعها العطار ليست دائماً صالحة للاستنبات والزراعة، حتى ولو كانت غير محمصة.
فكثير من المزارعين وتجار الحبوب والغلال يضطرون إلى "كمر" محصول التوابل أو محصول الحبوب والبقول قبل بيعه، أي تسخينه في حرارة مرتفعة لمدة معينة (حتى بدون الرغبة في تحميصه) وذلك للقضاء على الآفات والحشرات التي قد تكون متواجدة في الحبوب قبل حصادها.
ولأن من يقومو بهذا العمل هم المزارعون أو تجار الجملة، فإن كثيراً من العطارين لايعلمون يقيناً ما إذا كان الحبوب قد تمت معاملتها بالكمر، فكل ما يهمهم هو ما إذا كانت الحبوب محمصة أو غير محمصة.
قبل الاعتماد على حبوب أو بذور العطار في الزراعة، يستحسن عمل اختبار استنبات جانبي لها أولاًباستخدام القطنة المبللة لعدة أيام.

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

ماء المطر.. هل هو مفيد للنبات؟

ماء المطر.. هل هو مفيد للنبات؟

===

◄ الإجابة المتفائلة

نعم.. ماء المطر النقي مفيد للزرع.. خاصة خلال العواصف الرعدية أو بعد حدوث البرق. ذلك لأن تلك الشرارة الكهربية الهائلة تتسبب في حدوث تفاعلات الكيميائية يكون غاز النيتروجين طرفاً فيها (وهو أساساً غاز خامل لايتفاعل بسهولة في الظروف العادية). وبعد اختلاط المركبات الناتجة عن هذا التفاعل مع ماء المطر ثم هطولها على التربة تتفاعل مرة أخرى مع مركبات خاملة أو شبه خاملة موجودة في التربة لتنتج أملاحاً أو ومواد سمادية مفيدة للنبات.
=

◄ الإجابة "الأخرى"

ماء المطر في كثير من البلاد وفي كثير من المناطق مؤذ للنبات وليس مفيداً له. ذلك لأن طبقات الجو العليا في كثير من المدن والمناطق الصناعية تحمل كثيراً من الملوثات الغازية (ناتجة عن غازات المصانع ومحطات تكرير البترول وبعض غازات عوادم السيارات.. إلخ) بالإضافة إلى كثير من العوالق، ومعظمها ملوثات قد لا تصل إلى النبات ولا تسبب أي أذىً في الظروف العادية. أما هطول الأمطار، فهو يذيب أو يحمل كثيراً من هذه العوالق والملوثات وينقلها عنوة إلى الزرع وإلى التربة، متسبباً في تلوث وفي أضرار متنوعة، خاصة خلال الساعات الأولى لهطول الأمطار. بل أن الرياح وحركة السحب قد تحمل أيضاً للمنطقة النظيفة الغير ملوثة ملوثات قادمة من مناطق أخرى بعيدة!! واعتماداً على مقدار التلوث وعلى نوعية الملوثات، فإن احتمال إضرار ماء المطر بالمزروعات قد يفوق في كثير من الأحيان فائدته.
=

◄ وبشكل عام

فإن ماء المطر في البلدان وفي المناطق النظيفة والغير ملوثة يكون في الغالب مفيداً، أما في المناطق الملوثة، فإن ماء المطر يكون غالباً مضراً، خاصة في بداية ساعات هطول المطر. أما بعد مضي عدة ساعات من الهطول المتواصل والكثيف للمطر فربما يمكن اعتباره مطراً آمناً ومفيداً أيضاً -حتى في المناطق الملوثة- بعد أن يكون قد تم "غسل" الطبقات العليا للجو من الملوثات الموجودة فيها.

الخميس، 24 نوفمبر 2016

قشر البيض له فوائد في سماد الكومبوست المنزلي



قشر البيض له فوائد في سماد الكومبوست المنزلي



مما لاشك فيه أن قشر البيض هو إضافة هامة لإثراء الكومبوست المحضر بالمنزل بالكالسيوم ومركباته النافعة للتربة وللنبات. وبجانب هذه الحقيقة المؤكدة، فإن لإضافة قشر البيض فوائد عديدة أخرى منها:

◄ 1- منظم تلقائي لحموضة الخليط

يعمل قشر البيض كمنظم تلقائي لحموضة خليط سماد الكومبوست. فمن المعلوم أن عمليات التخمر التي تحدث في خليط الكومبوست تنشأ عنها كميات كبيرة من الأحماض التي لها عدة أضرار. ووجود كالسيوم قشر البيض بالقرب منها يتسبب في تفاعلهما واستهلاك قدر كبير من الأحماض، وبالتالي تخليص خليط الكومبوست أثناء تخمره، ثم الكومبوست الناتج بعد اكتمال تخمره، من الأحماض الزائدة، والذي يعود بالتالي بفوائد إضافية من حيث:
.
قشر البيض له فوائد في سماد الكومبوست المنزلي

◄ 2- فائدة سمادية للنبات بإضافة عنصر ومركبات الكالسيوم

تكوين مركبات كالسيوم مفيدة للنبات كنتيجة لتفاعل كالسيوم قشر البيض مع الأحماض. ومن المعروف أن الكالسيوم في الحالة الخام له أو الحالة التي يوجد فيها ضمن قشر البيض لاتعتبر حالة يمكن للنباتات الاستفادة منها حيث لايستطيع النبات أساساً امتصاصه نظراً لأنه غير قابل للإذابة في الماء، بل يستفيد النبات منها بعد تحولها إلى أملاح أو مركبات قابلة للذوبان في الماء، ويسهل على النبات امتصاصها.
.

◄ 3- توفير بيئة مناسبة للتخمير المكتمل للكومبوست

الحموضة المرتفعة في خليط الكومبوست تتسبب -متى بلغت درجة معينة- في قتل معظم البكتريا التي تقوم أساساً بعملية التخمر، وبالتالي تتسبب في توقف عملية التخمر عند درجة مبكرة وعدم اكتمال نضج الكومبوست، مما تكون له أضرار عديدة على النبات إذا ما تم تسميده بهذا السماد نظراً لأن مكونات سماد الكومبوست الغير كاملة النضج سوف تكمل نضجها (تخمرها وتعفنها) في التربة بعد أن يطالها الماء، مما قد يتسبب في مشاكل عديدة. أما وجود قشر البيض وحفاظه على درجة الحموضة كما هو موضح أعلاه فينتج عنه خفض درجة حموضة الخليط، وبالتالي نشاط البكتريا بكامل قوتها لإكمال عملية التخمر حتى اتمام تحلل جميع المواد العضوية به.
.

◄ 4- دور فاعل في خلخلة وتهوية حبيبات التربة

شأنه شأن بعض المواد التي تضاف للتربة بغرض خلخلة حبيبتاتها وتفتيتها وتهويتها وحمايتها من اللزوجة الزائدة للطمي، يعمل قشر البيض الذي لم يتفاعل مع أحماض خليط الكومبوست بكفاءة عالية في هذه الناحية. ويساعده على ذلك هشاشة ومسامية جزئياته وبطء تحلله، مما يسمح له بتكوني جيوب هوائية توصل الأكسجين إلى أعماق التربة، مانعة بذلك تكاثر البكتريا اللاهوائية.

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

من تجربتي: الصابون علاج ناجع لعلاج هذه الآفة ولآفات أخرى عديدة
===
أولاً: يرجى من السادة الخبراء التكرم بإفادتي -إن أمكن- بالاسم العلمي لهذه الآفة العنيدة
ثانياً: أصابت هذه الآفة نباتاتي "البلكونية"، ومن بينها النعناع والزعتر البري (على الرغم من أن الزعتر يعتبر من النباتات التي حباها الله بمقاومة عالية جداً لمعظم الآفات).
وكما تعودت في مقاومة «جميع الآفات» (حتى الآن بفضل من الله عز وجل)، فقد استخدمت محلول الصابون السائل فجاء بنتيجة فورية بالنسبة للزعتر البري، بينما لم ألاحظ بعد مرور حوالي 48 ساعة اختفاء الديدان من على النعناع (أو وربما أكون قد استعجلت النتيجة)، فقمت بالانتقال إلى المرحلة التالية وهي استخدام مسحوق صابون غسل الملابس، فجاء هو الآخر بنتيجة فورية ولله الحمد، وإن كان قد تسبب في إسقاط أوراق النعناع والجرجير بالكامل، ولكن النباتات ظلت سليمة وسرعان ما نبتت أوراقها الجديدة.
.
◄ الأسلوب الذي استخدم به محلول الصابون السائل في علاج «جميع الآفات»:
ملعقة واحدة كبيرة من الصابون السائل تذاب في 200 مليلتر من الماء (حوالي كوب ماء متوسط) ويرش به المجموع الخضري بالكامل (مع التركيز على الأسطح السفلية للأوراق) شريطة أن يكون الرش في الصباح الباكر وقبل سقوط أشعة الشمس على النبات.
من ملاحظتي الشخصية فإن الصابون السائل لم تكن له أية تأثيرات سلبية على النبات بشكل عام، سواء على المجموع الخضري، أو حتى في حال سقوطه على التربة أثناء الرش.
ونظراً لأن الصابون السائل يقضي على اليرقات والحوريات فقط ولا يقضي على البيض، فربما يكون من الضروري في بعض الأحيان إعادة الرش بعد أسبوعين للقضاء على اليرقات التي قد تكون قد فقست خلال تلك الفترة.
بالنسبة للنبتات الصغيرة التي يمكن تحريكها بسهولة، فبدلاً من رشها قمت بقلبها في وعاء يحتوي على محلول الصابون بنفس التركيز ليغمر المجموع الخضري بالكامل، ثم قمت بهز النبتة لنثر المحلول الزائد من عليها.
في جميع الأحوال، يجب عدم شطف الصابون من على النبات، حيث يبدو أن بقاء الصابون على سطح الأوراق يقوم بنوع من الوقاية من الإصابات الجديدة، ولفترة معينة.
.
ملاحظة هامة
===
أنصح بالانتباه بصفة خاصة لضرورة الرش مع أول ضوء وقبل سقوط أشعة الشمس على النبات حتى لاتكون الحشرات قد غادرت النبتة وانتشرت في أماكن أخرى (أو إلى نباتات أخرى). كما أنصح في نفس هذا السياق بعدم الإكثار من هز النبتة أو تحريكها قبل البدء في الرش.

اضغط هنا لمشاهدة صورة الآفة العنيدة التي أصابت نباتاتي

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

الماء المركون.. الطريقة الأفضل والأقل تكلفة لري النباتات المنزلية

يحتوي ماء الصنبور الواصل إلى المنازل في مصر على كميات كبيرة من الكلور، الغرض منها التغلب على التلوث الميكروبي الذي قد يطال الماء أثناء رحلته من محطة التنقية إلى المستهلك.  يحدث هذا التلوث عادة بسبب تهالك شبكات المياه ووجود العديد من الشروخ والكسور بالخطوط المدفونة تحت الأرض، مما يجعلها عرضة للتلوث بما قد يكون موجوداً من الملوثات السائلة الناشعة حول مواسير خط المياه، ومن أخطرها على الإطلاق تسربات ونشع مياه المجاري. وتختلف كمية الكلور المضافة إلى الماء في محطات التنقية تبعاً للمنطقة. ففي المدن، وبشكل خاص في المناطق الجديدة، تكون كميات الكلور كبيرة. أما في الأحياء القديمة وفي الأقاليم فتكون كميات الكلور مبالغاً فيها بشكل قد يصل إلى درجة الخطورة الكيميائية على الصحة.

واستخدام المياه المحملة بكميات كبيرة من الكلور في ري النباتات قد لايؤثر على النباتات تأثيراً مباشراً، إلا أن له تأثير غير مباشر على خصائص التربة. فالتربة الصحيحة السليمة تحتوي على أعداد كبيرة من الكائنات المجهرية الدقيقة التي تنتمي للمملكتين: المملكة الحيوانية والمملكة النباتية Fauna & Flora. بعض هذه الكائنات ممرض وضار بالنبات، وبعضها شديد الأهمية لخصوبة التربة ولحفاظها على توازنها الطبيعي. وقد أجمع العاملون في المجال الزراعي على أن الأفضل هو الإبقاء على هذه الكائنات المجهرية الدقيقة، نظراً لأن احتمال وجود كائنات مفيدة يفوق احتمال وجود كائنات ضارة. والكلور الذي يحتويه الماء يقوم بقتل هذه الكائنات المجهرية الدقيقة من المملكتين النباتية والحيوانية، مما يتسبب في إضعاف التربة وتجريدها من بعض العناصر الهامة فيها.

ولذلك فإنني أنصح باستخدام ماء خال من الكلور De-chlorinated water . وهناك عدة طرق تساعد على تخليص الماء من الكلور، ومن هذه الطرق:
  • 1- غلي الماء قبل استعماله Boiling of Water before Usage
  • 2- استخدام ماء مرشح بفلاتر الكربون Using Carbon Filters
  • 3- استخدام ماء مرشح بفلاتر التناضح العكسي Reverse Osmosis أو التي يرمز لها بـ R.O.  Using Reverse-Osmosis Filters
  • 4- استخدام الماء المركون

والماء المركون هو أسهلها وأقلها تكلفة. إذ يكفي تعبئة ماء الصنبور في أوعية (قوارير أو قدور أو دلاء) وتركها لمدة 48 ساعة أو أكثر بدون غطاء ليتطاير منها ما تحتويه من الكلور أو معظمه، ودون الحاجة إلى إجراء أية عمليات على الماء. ولاستخدام هذه الطريقة، أقوم بملء عدد من القوارير سعة لتر ونصف بماء الصنبور وأضعها في صف واحد، أستهلك منها القوارير الأقدم ثم أقوم بتعبئتها من جديد بماء الصنبور ووضعها في نهاية الصف. تضمن هذه الطريقة الحصول على ماء خال من الكلور وصالح لري النباتات المنزلية بدون تكلفة إضافية تذكر، اللهم إلا من المساحة المستخدمة لتشوين قوارير المياه، والتي قد تكون مساحة خالية بجوار أحد جدران المطبخ أو الحمام مثلاً.

الخميس، 17 نوفمبر 2016

التربة المناسبة للزراعة المنزلية



من العجيب والغريب أن فطرة البقاء التي أورثها الله سبحانه وتعالى للكائنات الحية تجعل كثيراً من النباتات قادرة على النمو والازدهار في بيئات قد تبدو غريبة أو صعبة للغاية.
ويعتبر أمر اختيار التربة المناسبة للزراعة المنزلية أمراً صعباً وسهلاً في نفس الوقت. ومن خبرتي الشخصية، فقد وجدت أن التربة المحتوية على كمية أكبر من الرمل تكون الأوفر حظاً في إنبات معظم النباتات، بينما تقتصر فرص الإنبات في التربة الطينية الثقيلة أو اللزجة على بعض النباتات فقط. فعلى الرغم من ثراء التربة الطينية الثقيلة، إلا أن لزوجتها وتماسك جزيئاتها يجعل المهمة صعبة على جذور النباتات للنمو والامتداد بالشكل المطلوب. كما أن تماسك التربة الطينية يقلل فرص تهويتها ووصول الأكسجين إلى أعماقها، مما يزيد بالتالي من فرص تكاثر البكتيريا اللاهوائية التي تضر بالجذور (ولكنها تثري التربة بالمزيد من العناصر الغذائية)

صورة لتربة البيتموس وسماد الكومبوست الجاهز
صورة لتربة البيتموس وسماد الكومبوست الجاهز - الصورة من موقع "جحا دوت كوم"
تربة البيتموس وسماد الكومبوست
توضح الصورة عنصرين من العناصر التي يمكن استخدامها في إثراء وتحسين خواص التربة للزراعة المنزلية:
1- تربة البيتموس
2- سماد الكومبوست

تربة البيتموس

تربة البيتموس Peat Moss هي تربة طبيعية مصدرها غابات متحللة منذ عشرات وربما مئات الآلاف من السنين، وصلت أليافها إلى درجة الثبات التي لايحدث بعدها أي تحلل، وفي نفس الوقت تحتفظ بقدر هائل من المغذيات الطبيعية التي احتوتها هذه الغابات وأشجارها. هناك أمر غريب هنا، وهو أن معظم البيتموس المستخدم في جميع أنحاء العالم مصدره يرجع إلى أيرلندا Ireland دوناً عن كل بلاد وغابات العالم!!
يمكن استخدام تربة البيتموس مباشرة بدون خلط، كما يمكن إضافتها لمواد أخرى لإثراء الخليط النهائي. وبعيداً عن مدى ثراء تربة البيتموس واحتوائها (افتراضياً!!) على معظم أو كل العناصر الغذائية السمادية التي يحتاجها النبات، فمن أهم خصائص تربة البيتموس هي أنها تقوم بخلخلة التربة الطينية الثقيلة وتحويلها إلى تربة هشة صالحة للزراعة، تبعاً لمقدار البيتموس الذي يتم إضافته للتربة الطينية. أنا عن نفسي أستخدم تربة البيتموس لهذا الغرض بشكل رئيسي.

ونتابع لاحقاً بمشيئة الله على نفس هذه المدونة بعض المعلومات المبسطة حول سماد الكومبوست Compost Fertilizer

سماد الكومبوست

الكومبوست هو سماد عضوي مصنوع من مخلفات نباتية متحللة. يعتبر الكومبوست من الأسمدة التي تستخدم بكثرة في الزراعات المنزلية كزراعة البلكونات أو زراعة الحدائق المنزلية أو زراعة الأسطح. ذلك لأن الأصل النباتي للسماد يجعل تداوله آمناً، على خلاف السماد البلدي (أو السباخ) الذي ينتج من مخلفات حيوانات المزرعة والدواجن، والذي يمكن أن يحمل بعضاً من الكائنات الممرضة للإنسان والتي يشترك فيها مع الحيوانات والطيور ومنها على سبيل المثال وليس الحصر مرض إنفلونزا الطيور مثلاً.
يستغرق الكومبوست مدة تتراوح بين شهرين وسنة كاملة لتمام "نضجه" أو تخمره، يقع خلالها تحت تأثير عدة عوامل تحلل منها يرقات الحشرات وديدان التحلل، والبكتيريا الهوائية، والبكتيريا اللاهوائية.
والكومبوست هو من الأسمدة التي يمكن إعدادها في المنزل بسهولة باستخدام مخلفات جميع الفواكه والخضروات التي تستخدم في المنزل، ولا تستخدم فيه أية مكونات حيوانية، باستثناء قشر البيض فقط، والذي يعتبر عنصراً شديد الأهمية في إنتاج الكومبوست، وذلك لأسباب قد لايتسع المجال لذكرها في هذه الصفحة، وقد يتم إفراد صفحة أخرى لها ضمن نفس مدونة "الزراعة المنزلية" التي تقرأونها الآن.


وهناك طرق متعددة لاستخدام سماد الكومبوست:
1- بالخلط مع التربة في حالة تجهيز تربة جديدة
2- بالنثر على سطح التربة في حالة التربة المزروعة
3- بعمل "شاي الكومبوست" وهو ما أفضله أنا شخصياً، ولكني أستخدم فيه كومبوست مصنوع منزلياً. يصنع شاي الكومبوست من إذابة قدر من سماد الكومبوست في الماء لعمل محلول داكن اللون يستخدم -تبعاً لتركيزه- في تسميد النباتات بإضافة كمية من الشاي للنبتة قبل أو بعد الري (ويفضل قبل الري)
.
أما بالنسبة للكميات المستخدمة فهي ليست كميات حرجة، بمعنى أنها لاضرر منها إذا زادت أو نقصت، وتعتمد بشكل رئيسي على قوة الكومبوست والتي تختلف بشكل كبير جداً جداً من "خلطة" لأخرى ومن صنف لآخر، ولاتوجد أية طريقة علمية لمعايرة هذه القوة إلا بالتحاليل المعملية لعناصر معينة.
على سبيل الاحتياط ومن أجل تفادي التراكيز المرتفعة والتي قد تضر بالنبات، لنقل مبدئياً أنه بالإمكان استخدام كمية تتراوح بين ملعقتين كبيرتين و 4 ملاعق على الأصيص سعة 15 سم على أن تكون الملاعق "مطرعمة"، أي ممتلئة بارتفاع، سواء للخلط أو للنثر على السطح. أما بالنسبة لشاي الكومبوست فيعتمد على الكمية التي نريد إنتاجها.. ولنقل مثلاً أن المتوسط هو في حدود 5 ملاعق كبيرة على قارورة لتر ونصف من الماء، ومن المفترض أن يكون هذا المحلول مركزاً فيضاف القليل منه مع عملية الري Fertigation with Compost Tea.